التّجويد

مبادئ علم التّجويــــــــــــــــــد:

إنَّ مباديْ كلِّ فنٍّ عشرة *** الحدُّ والموضوع ثمَّ الثَّمرة     

وفضلُه ونسبه والواضع *** والاسمُ الاستمدادُ حُكْم الشارع

مسائل والبعض بالبعض اكتفى *** ومَن درى الجميعَ حاز الشَّرفا

 

 حدُّه أو تعريفُه:

 لغةً :مصدر من جود تجويدًا ويسمى القارئ الذي يأتي بالأحكام مجوداً

اصطلاحًا: هو إخراج كل حرف من مخرجه مع إعطاءه حقه ومستحقه

يقول ابن الجزري رحمه الله تعالى: وهو إعطاء الحروف حقها من كل صفة ومستحقها وردُّ كل واحد لأصله واللفظ لنظيره

فائدة:

حق الحرف: هو الصفات اللازمة للحرف التي لا تنفك عنه بأي حال من الأحوال

مثل: الاستعلاء في الحروف خص ضغط قظ

مستحق الحرف:هو الصفات التي تنشــــأ عن الصفات الازمة.. اذن هو الصفات العارضة التي تعرض للحرف احيانا وتنفك عنه احيانا بسبب تركيب الحرف مع حرف آخر

مثال: التفخيم صفة ناشئة عن الصفة الازمة التي هي الاستعلاء في الحروف خص ضغط قظ

حرف الخاء من حروف الاستعلاء..و من مستحقه التفخيم

motif

موضوعُه:

الكلماتُ القرآنية، من حيث إعطاء الحروف حقَّها ومستحقَّها، دون تكلُّفٍ في النطقِ .

motif

الثمرة من تعلم التجويد:

  • اتقان قراءة القرءان الكريم وصون اللسان عن الخطإ فيه وتقويم اعوجاجه وتدريبه على النطق بالعربية الفصحى

  • وسيلة لتدبُّر معاني كتاب الله العزيز والتّفكّر في ءاياته، ولذلك شُرع الانصات إلى قراءة القرءان في الصلاة وغيرها عملا بقوله تعالى: “كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ”

  •  نيل الأجر والمثوبة من الله تعالى بترتيل القرآن الكريم وتلاوته تلاوة صحيحة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة , والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه , وهو عليه شاق له أجران}

ماهو اللحن؟

لغة: هو الخطأ والميل عن الصواب

اصطلاحا: هو خطأ يطرأ على قراءة الكلمات القرءانية سواء أكان واضحا أو خفيا، أخل بالمعنى أو لم يخل

أقسامه:

1.لحن جليّ:
خطأ يطرأ على اللفظ في فيخل ببنيان الحرف أو الحركة مثاله، زيادة أو نقصان حرف على كلمة ، تغير الحركات، تفخيم المستفل وترقيق المستعلي إلخ 

  •  سبب تسميته : لأنه واضح جلي ظاهر، يستطيع أى شخص أن يعرفه ويدركه

  • حكمه : التحريم اجماعا ، يأثم فاعله

  • مثال : “ولا الضآلين” نطقتها بالظاء عِوض الضاد – قلقلة النون في كلمة “أنْعَمْتَ”

2. لحن خفي:

هو خَلَلٌ يطرأ على اللفظ القرآنى ، فيُخِلُّ بعُرْفِ القراءة أي بأحكام التجويد دون المعنى ،ولايعرفها الا من تلقها على ايد مشايخ وظبطها على أهل الأداء

  • سبب تسميته:  لأن لا يدركه الا القراء المتقنون بعلم التجويد

  • حكمه : التحريم إن كان متعمَّدا

  • مثاله:  ترك الاخفاء والغنة إلخ

 

motif

فضله:

من أجل العلوم وأشرافها لتعلقه بكلام الله سبحانه وتعالى .

motif

نسبتُه لغيره من العلوم:

علمُ التَّجويد من علوم الآلة وهو أحدُ العلوم الشرعيَّة المتعلقة بالقرآنِ الكريم؛ وذلك لأنَّ الشرعَ الحنيف هو الذي أتى بأحكامِه.

 motif

واضعُه:

  • مِن الناحية العملية : رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-  عن جبريلَ – عليه السلام -، عن رب العزة – عزَّ وجلَّ – ثم أخذه الصحابةُ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتلقاه التابعون عن الصحابة، وهكذا إلى أن وصَل إلينا مجوَّدًا متواترًا في كل فترة نُقل فيها.

  •  من الناحية النظرية: وضَع قواعدَه، وأصَّل أصوله، ووضَع أحكامه ومسائله، فهذا أمرٌ فيه خلاف

فقيل: إن واضعَه من هذه الجهة هو الخليلُ بن أحمد الفَراهيديُّ، وقيل: أبو الأسود الدُّؤَلي، وقيل: وضَعه حفصُ بن عمر الدُّوريُّ، وقيل: بل وضعه أئمَّةُ القراءة.

motif

اسمه:

علم التَّجويد- علم التّرتيل- علم الآداء القرآني-علم تلاوة القرآن

motif

استمداده:

استمدَّ أهل الأداء وعلماءُ القراءة هذا العلم من الكيفية التي أقرأ بها جبريلُ-عليه السلام- رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وقرأ بها النبيُّ، وهذه الكيفية وصَلت إلينا عن طريقِ الصحابة – رضوان الله عليهم أجمعين – ثم التابعين، ثم أهل التلاوة والأداء المتصلِ سندُهم بخليل الله محمد – صلى الله عليه وسلم.

motif

حكم الشّارع:

  • تعلم تجويد القرآن وأحكام التلاوة فرض كفاية، إذا قام به البعض  سقَط عن الآخرين،

  • العمل به في تلاوة كتابِ الله، فهو فرضُ عينٍ على كل مَن يريد أن يقرأ شيئًا من القرآن.

دليلُ  وجوبه:

  •  من الكتاب: قوله -تعالى-: ” وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ” [المزمل: 4]، والأمرُ هنا للوجوب؛ إذْ لم يرِدْ ما يصرف هذا الوجوبَ إلى الاستحباب، أو الندب، أو الإباحة.

  • من السنة : قول -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عنه سيدنا أبو هريرةَ – رضي الله عنه -: “ما أذِن اللهُ لشيء ما أذِن لنبيٍّ حسنِ الصوتِ، يتغنَّى بالقرآن يجهَرُ به“؛ [رواه مسلم في صحيحه/1883].

وثبت عن يعلى بن مَمْلكٍ أنه سأل أمَّ سلمة – زوجَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- عن قراءةِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وصلاته؟ فقالت:” ما لكم وصلاته، كان يصلِّي، ثمَّ ينام قَدْر ما صلَّى، ثمَّ يُصلِّي قَدْر ما نام، ثمَّ ينام قَدْر ما صلَّى، حتَّى يُصبح، ونَعَتَت له قراءته، فإذا هي تَنْعَت قراءة مُفسَّرةً حرفًا حرفًا [رواه النسائي في سننه/1629].

و ثبت من حديث موسى بن يزيد الكنديِّ – رضي الله عنه – قال: كان ابن مسعود – رضي الله عنه – يُقرئ رجلاً، فقرأ الرجل: ” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ” [التوبة: 60] مرسلةً، فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرَأنيها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فقال الرجل: وكيف أقرأكها يا أبا عبدالرحمن؟ قال: أقرأنيها هكذا:

” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ

 [التوبة: 60] ومدَّها.

  • من الإجماع: فقد انعقد إجماع الأمة من عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا على وجوبِ قراءة القرآن وتلاوته بالكيفية التي قرأ بها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وأقرأ بها الصحابة، وتلقَّاها عنهم التابعون، وأئمة القراءة، وأهل الأداء، إلى يومنا هذا

قول الإمامُ ابن الجزريِّ في طيبة النشر:

والأخذُ بالتَّجويدِ حتمٌ لازمُ  *** مَن لم يجوِّدِ القرآنَ آثمُ 

لأنَّه به الإلهُ أنزَلا  *** وهكذا منه إلينا وَصَلا 

وهو أيضًا حليةُ التلاوة *** وزينةُ الأداءِ والقراءة

motif

مسائله:

  1. الأحكام العامة

  2. المخارج والصفات

  3. الوقف والابتداء والرسم العثماني

 

motif

الترتيل:

لغة: هو الترتيب، يُقال رتّل فلان كلامه، أي أتبع بعضه بعضاً على مكث وتفهّم دون عجلة.

اصطلاحا: هو “تجويد الحروف ومعرفة الوقوف” كما فسره عليّ رضي الله عنه

مراتبه:

  • التحقيق: وهو قراءة القرآن الكريم بتمهل مع تدبر المعاني ومراعاة أحكام التجويد

  •  الْحَدْرُ: وهو قراءة القرآن الكريم بسرعة مع المحافظة على أحكام التجويد. ويحترز فيها من الإدماج ونقص المدود والغنن

  • التَّدْويرُ: وهو مرتبة بين التحقيق والحدر وهو قراءة القرآن الكريم بحالة متوسطة بين الاطمئنان والسرعة مع مراعاة الأحكام

ملاحظة:

جعل “الترتيل” مرتبة (بما هو : قراءة القرآن بتمهل ولكنه اسرع من التحقيق) خطأ لأننا بذلك نجعل من لا يقرأ بهذه المرتبة ءاثما لقوله  -تعالى-: ” وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ” [المزمل: 4]، والأمرُ هنا للوجوب

نتطوّر خدمة للمنهج النّبويّ الحق

لتيسيــــــــر تعليم رواية قالون عن نافع المدني- من طريق أبي نشيط- خدمة لكتاب الله تعالى