مقدّمـــــــــــــة:
أمر الله تعالى بتدبّر معاني كتابه العزيز فقال : “كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ“
ولذلك شُرع الإنصات إلى قراءة القرآن في الصلاة وغيرها. قال جلّ وعلا: “وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ“
ومن أجل ذلك وضع العلماء علم الوقف والابتداء.
قال الصحابي الجليل ابن عمر رضي الله عنهما :
( لَقَدْ عِشْنَا بُرْهَةً مِنْ دَهْرِنَا وَأَحَدُنَا يُؤْتَى الإِيمَانَ قَبْلَ الْقُرْآنِ ، وَتَنْزِلُ السُّورَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَيَتَعَلَّمُ حَلاَلَهَا ، وَحَرَامَهَا ، وَآمِرَهَا ، وَزَاجِرَهَا ، وَمَا يَنْبَغِى أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ مِنْهَا كَمَا تَعَلَّمُونَ أَنْتُمُ الْيَوْمَ الْقُرْآنَ .
ثُمَّ لَقَدْ رَأَيْتُ الْيَوْمَ رِجَالاً يُؤْتَى أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ قَبْلَ الإِيمَانِ ، فَيَقْرَأُ مَا بَيْنَ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ مَا يَدْرِى مَا آمِرُهُ ، وَلاَ زَاجِرُهُ ، وَلاَ مَا يَنْبَغِى أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ مِنْهُ ، فَيَنْثُرُهُ نَثْرَ الدَّقَلِ )
رواه الطحاوي في “شرح مشكل الآثار” (4/84) ، والحاكم في “المستدرك” (1/91) ، والبيهقي في “السنن الكبرى” (3/120)
قال ابن الأنباري: ” ومن تمامِ مَعرفةِ القرءانِ معرفةُ الوقف والابتداء، إذ لا يتأتى لأحدٍ معرفة معاني القرءان إلا بمعرفة الفواصل، فهذا أدلُّ دليل على وجوبِ تعلُّمِه وتعلِيمه” . ا.هـ [منار الهدى: ص/ 5 – 6] .